الحياة أيام تتوالى ..و ما ولى لن يعود...

الحياة أيام تتوالى كتعاقب الليل النهار
يوم يمضي و يوم يأتي
فاليوم الذي التقي فيه بصديق, يعقبه ليل اودع ذا الصديق
و الليل الذي أودع فيه صديق, يتلوه يوم التقي فيه بصديق
و اليوم الذي اتمنى أن أصرع الزمان بسبقه , يعقبه ليل أتمنى ان يرجع الزمان لسابق عهده
و اليوم الذي أفرح بقدومه, يعقبه ليل احزن بحلوله
و اليوم الذي ألقى فيه الاوفياء, يعقبه ليل يكشف سر الوفاء
و اليوم الذي يولد فيه مولود, يعقبه ليل يموت فيه من كان موجود
و هناك أيام ربما سوداء تعقبها ليال مشرقة أو ليال قاتمة السواد
فهذا هو حال الايام اما ليل و اما نهار
كل يوم يمضي يمضي معه الاشخاص و تتغير معه أحوالهم و كذلك المكان والأصوات
فيصبح اليوم أمسا و يتحول المستقبل يوما ثم يصبح أمسا
و ما يبقى من هذه الايام و الأمسيات الا الذكريات
و الذكريات صور و أصوات نسجت من الواقع الماضي في الأذهان و الخواطر
لذا في كل يوم و ليلة تتغير الذكريات لا بنقص بل بزيادة
لكن اما بزيادة ذكريات الأمس الجميلة أو بزيادة حصيلة الذكريات الأليمة
و بتغير هذه الذكريات يتغير المرء صاحب الذكريات
تتغير صفاته و تتغير أفكاره و حتى مبادئه
لذا أنت في كل يوم وليلة شخص جديد يختلف شيئا ما عن الذي بالأمس
فلينظر المرء مما ينسج خواطره و افكاره حتى يكون نفسه كما يريد
ولكن!
الذكريات الأليمة الحاوية للأيام و الأمسيات الحزينة , كيف نمحيها و قد حدثت؟
هنا اجعل تلك الذكريات أسطورة تروى فتتعلم و تعلم منها غيرك بل ربما تسري بها عن كرب غيرك
أيضا غير بأشخاصها و أصواتها و مكانها في مخيلتك, حينها تتغير هذه الذكريات و بالتالي تتغير أحاسيسها
و بتغير الأحاسيس تتغير أنت
الى متى سنبقى أسرى الذكريات الأليمة؟
هل يستحق أن نجعل أمسنا الأليم مستقبلنا المهين ؟
أم هل يستحق أن نجعل خواطرنا و أذهاننا رهينة الفكر القديم؟
هكذا هي الذكريات أيام وليال
و هكذا هي الليالي و الأيام ماض قد ولى
و ما ولى لن يعود
فالمرء هو الأمس وهو اليوم و أيضا الغد